الخميس، 16 أكتوبر 2014

الامام بديع الزمان النورسي

مواقف من عزة العلماء خلدها التاريخ ولاعزاء لعلماء السلاطين 

الامام بديع الزمان النورسي يصلي ركعتين وهو في اسر القوات الروسية بعد ان حكموا عليه بالاعدام بتهمة إهانة القيصر والأمة الروسية والجيش الروسي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في عام1916 تمكنت القوات الروسية من الدخول إلى مدينة أرضروم التركية وقد تصدى النورسي وتلاميذه المتطوعون للقوات الروسية وخاضوا عدة معارك ضده ثم جرح النورسي جرحاً بليغاً ونزف نزفاً شديداً كاد يودي بحياته 
الأمر الذي اضطر أحد تلاميذه إلى إعلام القوات الروسية بذلك فاقتادوه أسيراً وبقي في الأسر في قوصطرما سنتين وأربعة أشهر في روسيا.
وذات يوم قدم هناك إلى المحكمة الحربية بتهمة إهانة القيصر والجيش الروسي. 
أما قصة ذلك فهي كما يأتي 
كان خال القيصر القائد العام للجبهة الروسية نيكولا نيكولافيج يزور معسكر الأسرى فقام جميع الأسرى لأداء التحية ما عدا سعيد النورسي لا حظ القائد العام ذلك فرجع ومر ثانية أمامه 
فلم يقم له كذلك وفي المرة الثالثة وقف أمامه وجرت المحاورة الظريفة الآتية بينهما بوساطة مترجم للقائد 
الظاهر أنك لم تعرفني ؟
بلى... لقد عرفتك إنك نيكولا نيكولافيج خال القيصر والقائد العام في جبهة القفقاس.
إذن فلم تستهين بي ؟
كلا إنني لم أستهن بأحد وإنما فعلت ما تأمرني به عقيدتي.
وماذا تأمرك عقيدتك؟
إنني عالم مسلم أحمل في قلبي إيماناً والذي يحمل في قلبه إيماناً هو أفضل من الذي لا إيمان له ولو أنني قمت لك لكنت إذن قليل الاحترام لعقيدتي ومقدسات لذلك فإنني لم أقم لك.
إذن فإنك بإطلاقك علي صفة عدم الإيمان تكون قد أهنتني وأهنت جيشي وأمتي والقيصر كذلك فيجب تشكيل محكمة عسكرية للنظر في هذا الأمر.
تشكلت المحكمة العسكرية وقدم إليها سعيد النورسي بتهمة إهانة القيصر والأمة الروسية والجيش الروسي.
ويسود حزن في معسكر الأسرى ويلتف حوله الضباط الأسرى من الأتراك والألمان والنمساويين ملحين عليه القيام بالاعتذار للقائد الروسي وطلب العفو منه إلا أنه رفض ذلك بإصرار قائلاً لهم 
إنني أرغب في الرحيل إلى الآخرة والمثول بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. لذلك فإنني بحاجة فقط إلى جواز سفر للآخرة وأنا لا أستطيع أن أعمل بما يخالف إيماني.
وتصدر المحكمة قرارها بالإعدام وفي يوم التنفيذ تحضر ثلة من الجنود على رأسها ضابط روسي لأخذه إلى ساحة الإعدام 
ويقوم سعيد النورسي من مكانه بابتهاج قائلاً للضابط الروسي أرجو أن تسمح لي قليلاً لأؤدي واجبي الأخير.
ثم يقوم ويتوضأ ويصلي ركعتين.
وهنا يأتي القائد العام ليقول له بعد فراغه من الصلاة 
أرجو منك المعذرة 
كنت أظنك قد قمت بعملك قاصداً إهانتي ولكنني واثق الآن أنك كنت تنفذ ما تأمرك به عقيدتك وإيمانك لذا فقد أبطلت قرار المحكمة وإنني أهنئك على صلابتك في عقيدتك وأرجو المعذرة منك مرة أخرى.
مصدر بديع الزمان النورسي أمة كاملة في رجل 
عبد الله الطنطاوي مجلة المنار العدد 63  شوال 1423هـ ...هاني الهواري .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق