يحكي الإدريسي في كتابه " نزهة المشتاق في إختراق الآفاق" هذه القصة العجيبة التي يرويها احدهم :
" ثم سرنا إلى حصون بالقرب من الجبل الذى في شعبة السدّ وذلك في ستة أيام، وفي تلك الحصون قوم يتكلمون العربية والفارسية، وهناك مدينة يدعى ملكها خاقان بن أدكش، وأهلها مسلمون لهم مساجد ومكاتب.
فسألونا من أين أقبلنا، فأخبرناهم أنّا رسل أمير المؤمنين الواثق بالله، فعجبوا منا ومن قولنا «أمير المؤمنين» ثم سألونا عن أمير المؤمنين : أشيخ هو أم شابّ؟ فقلنا : شابّ، فعجبوا أيضا.
ثم قالوا : وأين يكون؟ قلنا : هو بالعراق بمدينة سرّ من رأى (سامراء)، فعجبوا أيضا من ذلك، وقالوا : ما سمعنا هذا قطّ.
فسألناهم عن إسلامهم من أين وصلهم ومن علّمه لهم؟ فقالوا : وصل إلينا منذ أعوام كثيرة رجل راكب على دابة طويلة العنق طويلة اليدين والرجلين، لها في موضع صلبها حدبة، (فعلمنا أنهم يصفون الجمل) قالوا : فنزل بنا وكلمنا بكلام فهمناه، ثم علّمنا شرائع الإسلام فقبلناها، وعلمنا أيضا القرآن ومعانيه فتعلمناه وحفظناه".
رضي الله عن الصحابة والتابعين من جابوا آفاق الأرض شرقًا وغربًا يمتطون خيولهم وجمالهم لنشر دينه في العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق