الأربعاء، 12 نوفمبر 2014

حقيقة غاندي :

هذا هو غاندي في حقيقته التى لم تعرف في بلادنا وفي المشرق 
والتى أخفيت عنا تماماً 
غاندي سرق الحركة الوطنية من المسلمين وتآمر عليهم. والهندوسي الهندي المتعصب الذي أخفى هندوسيته البغيضة وراء المغزل وللشاة .
وكان أول سياسي طالب بتأجيل الاستقلال منادياً بمهادنة السلطة وعدم مناوأة حكومة الاستعمار .
وكانت فلسفة غاندي التي استقاها من تولستوى ولقنوها لنا في الشرق هي التعامى عن تصرفات المستعمر والاستسلام له .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والحقيقة أن الزعماء المسلمين هم الذين أعلنوا استقلال الهند الحقيقي وعينوا قضاة المحاكم وحكام المقاطعات وتجاهلوا جميع كل السلطات وقد ظهرت آثار المسلمين واضحة في الحركة الوطنية وضعفت وطنية الهندوك فحاربوا المسلمين بكل سلاح حتى سلاح الفتنة الوطنية والدس الرخيص .

كان السؤال : حول غاندي وتكريمه والأحاديث التى تنشر عنه في الصحف وتصويره بصورة البطل: ومحاولة القول بأنه كان رمزاً للمصريين أبان الحركة الوطنية المصرية بعد ثورة 1919 وكانت الإجابة كالآتي :
بدأت الحركة الوطنية لتحرير الهند في أحضان الحركة الإسلامية وقد أزعجت الاستعمار البريطاني هذه الخطوة فعمد إلى القضاء عليها بأسلوب غاية في المكر والبراعة نحى بها المسلمين عن قيادة الحركة الوطنية وأسلمها إلى الهندوس 
وأجراها على الأسلوب الذي سيطر على الهند بعد ثورة 1947م التى قادها المسلمون كان حريصاً ألا يتحقق للمسلمين السيطرة على الهند بعد أن ظلت تحكم الهند أكثر من خمسمائة عام مرة أخرى بعد أن أسقط دولته ..
والمعروف أن المسلمين قاطعوا مدارس الاحتلال وعزفوا عنها حتى أتيح لهم إقامة نهضة تعليمية داخل إطار دينهم وثقافتهم وذلك بإنشاء عدد من المعاهد الإسلامية انتشرت في لاهور و لكنؤ 
ولم تلبث أن حققت تقدما واضحا في هذا المجال .
ثم اتجه العمل لتحرير الهند فألفت الجمعية الإسلامية العامة في لكنؤ بمباوي وكان يشرف عليها كبار المسلمين في الهند مطالبين بحقوق المسلمين في الهند كوطنيين وكان الهندوك قد أعلنوا إنشاء المؤتمر الوطنى العام وسموه المجلس الملى الوطنى الهندى العام .
وكان غايته أن ينالوا حقوقا سياسية تخولهم السيادة على الأقليات وهم لا يريدون من كلمة الأقليات غير المسلمين وفي عام 1916 تنبهت حكومة الاحتلال إلى حركة الجمعية الإسلامية فأوعزت إلى [محمود الحسيني أن يغادر الهند 
وقبض على أعوانه : أبو الكلام أزاد حسرت مهاني ظفر الله خان محمد على شوكت على .
ولما عقدت الهدنة في 11 نوفمبر 1918 أعلنت الحكومة البريطانية استعدادها لإجراء إصلاحات في قانون الهند . فاتفق الفريقان المسلمون والهندوس على عقد مؤتمر في لكنؤ يجتمع فيه زعمالء الفريقين .
وفي عام 1919 أطلقت الحكومة سراح المسجونين السياسية المسلمين فاجتمع زعماءهم في لكنؤ بدعوة مولاى عبد البارى رئيس علماء أفرنجى محل فتداولوا في تأسيس جمعية إسلامية لتنظيم مطالب الاستقلالوكان قد ظهر في هذا الوقت تآمر الدول الكبرى على تمزيق شمل الدولة العثمانية .
فأطلق هذه الجماعة جمعية إنقاذ الخلافة من مخالب الأعداء الطامعين وتأسست جميعة الخلافة في بومباي 18 فبراير 1920برئاسة غلام محمد فتو ميان حاجى خان . ودخل في عضويتها الزعماء المسلمون المعرفون في الهند . ودعت اللجنة المسلمين إلى جمع الإعانات للدفاع عن حوزة الخلافة 
فأقبل المسلمون بسخاء وجمع ما لا يقل عن سبعة عشر مليون روبية إلى أضعاف ذلك كما يقول [ السيد عبد العزيز الثعالبي الزعيم التونسى الأشهر ] في تقريره الذى قدمه للأزهر الشريف في يونيو 1937 بعد زيارته للهند ودراسته
لأحوال المسلمين هناك .
كان غاندىإلى تلك الآونة غير معروف في الهيئات السياسية في الهند وكان متطوعاً في فرقة تمريض الجنود ولما انتهت الحرب وانفصل عنها كانت جمعية الخلافة في بدء تأليفها فأقبل عليها وكان اسمه غير معروف إلا بين الأفراد القلائل الذين عرفوه في الناتال وجنوب أفريقيا .
فتيامن به زعماء المسلمين رغم تحذير المولدى خوجندى وكان على صلة به من قبل ويعلم من أمره ما لا يعلمون وبالأخص من ناحية تعصبة للهنادكة مع المسلمين . 
وشاءت الغفلة أن تنطوى هذه الحركة العظيمة على يديه .
فقعد في جمعية الخلافية مقعد الناصح الأمين وجعل يشير عليها باستئلاف الهنادكة فقبل الأعضاء نصحه عن حسن نية 
وتدبوه السعى إلى ذلك فقام وطاف الهند على حساب الجمعية يدعو إلى الوفاق ويقول المطلعون على خفايا الأمور أنه كان يتصل بالهنادكة 
ويتآمر معهم على شل الحركة الإسلامية ولما عاد من الرحلة سعى إلى إقناع جمعية الخلافة بالانضمام إلى الكونجرس المؤتمر الوطني الذى تأسس لملاحقة المسلمون وانتزع حقوقهم في الهند .
فانضمت إليه جمعية الخلافة وتبعتها بقية الأحزاب الإسلامية المعروفة ارتكازاً على الثقة في غاندي وعقد الكونجرس اجتماعا فوق العادة بعد انضمام المسلمين إليه في مارس ولما تلى عليهم القانون الأساسى
اقترحوا تعديل المادة التى تقول باصلاح حالة الهند إلى عبارة استقلال الهند فوافق على ذلك المؤتمر وشرعت الأحزاب الهندوكية منذ ذلك الوقت تطالب بالاستقلال التام طبق رغبة المسلمين .
وكانوا قبل ذلك لا يطالبون إلا باجراء إصلاحات .
فارتاعت الحكومة البريطانية لهذا التغيير وعدته فاجعة في سياسة البلاد وعلى أثره ألقت القبض على الزعماء وزجتهم في السجون .
واجتمع قادة الحركة وعرض أبو الكلام آزاد اقتراحا باسم الأعضاء المسلمين يتضمن إعلان الأمة الهندية وبأن الحكومة الحاضرة غير شرعية مع دعوة البلاد إلى مقاطعتها فوافقت الجمعية 
وانعقد على أثره مؤتمر جمعية الخلافة فأعلن موافقته أيضا بالاجماع وبعد أن جرى تصديق المؤتمر على قرار المقاطعة قام غاندى خطيبا وقال :
إن اتحاد الهندكة مع المسلمين يبقى متينا ما لم يشرع المسلمون في مناوأة الحكومة ويشهروا السلاح في وجهها .
ورد عليه أبو الكلام آذاد فقال :
إن كان غاندي يتصور أن أعمال المسلمين في الهند لا تقوم إلا على مساعدة الهنادكة فقد آن له أن يخرج هذه الفكرة من دمائه وليعلم غاندى أن المسلمين لم يعتمدوا قط على أحد إلا على الله عز وجل وعلى أنفسهم.
وشرعت الأمة الهندية عقب ذلك في مقاطعة الحكومة وإظهار العصيان المدني فامتنعت عن دفع الضرائب والرسوم وتخلى المحامون عن الدفاع أمام المحاكم .
وأعاد الناس الرتب النياشين والبراءات للحكومة وأحرق التجار المسلمون جميع ما في مخازنهم من البضائع الانجليزية 
وترك المسلمون الموظفون مناصبهم في الحكومة فحل الهنادك محلهم وهاجر كثير من المسلمين إلى الأفغان بعد أن تركوا أملاكهم وأرضهم في الهند واشتدت المقاطعة في البنغال اشتداداً عظيما ليس له مثيل .
فقد امتلأت سجونها بالمقاطعين من المسلمين حتى إذا أعيى الحكومة أمرهم صارت تقبض كل يوم على ألف شخص في الصباح وتطلقهم في المساء
لأن السجون لم تعد تسع المعتقلين . 
وخطب اللوردريدنج الحاكم العام في كلكتا فقال :
إننى شديد الحيرة من جراء هذه الحركة ولست أدرى ماذا أصنع فيها .
ومن هذا السياق تستطيع أن تصور قوة المسلمين في الحركة الوطنية وضعفها في الهندوكية ولا شك أن الهندوكي بالغاً ما بلغ من النشاط السياسى لا يستطيع أن يجابه الحكومة كما لا يستطيع أن يحارب المسلمين إلا بسلاح الدس .
وقد اجتمع زعماء المسلمون في عام 1921 وأعلنوا استقلال الهند استقلالا فعليا وعينوا ولاة الولايات وحكام المقاطعات وقضاة المحاكم في جميع المدن .
فكان الوطنيون يرفعون قضياهم أمامهم ويتجاهلون محاكم الحكومة وبسبب ذلك تعطلت أعمال الحكومة والبوليس 
وحدث إرتباك شديد في الدوائر العالية بالهند غير أنها بدلا من أن تستعمل سلاح القوة القاهرة لكفاح الشعب الأعزل لجأت إلى المناورات السياسية وهي أشد خطرًا ، وكان بطل هذه المناورات المهاتما غاندى 
فقد اتفق اللورد ريدنج مع غاندى على حل الوفاق القومي بين المسلمين والهندوك وقد أذيع الحديث بواسطة المصادر البريطانية بعد ستة أشهر . 
فقد نقل إلى اللورد قال لغاندى :
إن مصدر الحركة الاستقلالية في الهند هم المسلمون وأهدافها بأيدي زعماءها فلو أسرعنا وأجبناكم إلى طلباتكم وسلمنا لكم مقاليد الأحكام ألا ترى أن مصائر البلاد آيلة للمسلمين .
فماذا يكون حال الهنادكة بعد ذلك ؟
هل تريدون الرجوع إلى ما كانوا عليه قبل الاحتلال البريطاني وهل تفيدكم يومئذ كثرتكم وأنتم محاطون بالأمم الإسلامية من كل جانب وهم يستعدون قوتهم منها عليكم . إذا كنتم تريدون أن تحتفظوا لأنفسكم باستقلال الهند 
فعليكم أن تسعوا أولا لكسر شوكة المسلمين وهذا لا يمكنكم بغير التعاون مع الحكومة وينبغي لكم أيضا تنشيط الحركات الهندوكية للتفوق على المسلمين في جميع الأعمال الحيوية وفي بلوغهم الدرجة المطلوبة فإنى أؤكد لكم أن حكومة بريطانيا لا تتصل في الاعتراف لكم بالاستقلال .
وقبل انصراف غاندي أوعز اللورد إليه أن يشير عل مولانا محمد على كتابة تعليق على خطاب كان ألقاه في مؤتمر الخلافة وحمل فيه على الحكومة حملة عنيفة ..
يقول في هذا التعليق :
أن ما فهمته الحكومة كان مخالفاً لمرادى فصدع غاندي بالأمر ودعا محمد على لكتابة هذا البيان بعد أن أفهمه أن الكتاب سيكون سرياً لايطلع عليه أحد غير اللورد فكتب البيان تحت التأثير السحرى الذى كان لغاندي عليه . 
وما كاد الخطاب يصل إلى اللورد حتى أذيع في جميع أقطار الهند بعد أن صورته الحكومة بمقدمة قالت فيها :
إن محمد على تقدم إلى الحكومة يطلب منها العفو عن الهفوة التى ارتكبها .
وأنهم محمد على من المسلمين بالتراجع 
ورمى بالخور والضعف غير أنه لم يحاول أن يصحح موقفه إلا حين مؤتمر الخلافة في كراتشى أغسطس 1920 حين أعلن سياسة المناوأة للحكومة لا موالاتها .
فتلقى منه الهنادكة والمسلمون هذا التصريح بالارتياح التام ولكن عقب انقباض المؤتمر أمرت الحكومة باعتقاله مع ستة آخرين 
من الزعماء شوكت على حسين أحمد كثار أحمد بير غلام محمد الدكتور سيف الدين كتشلو وساقتهم جميعاً إلى المحكمة المخصوص للمحاكمة فرفضوا الاعتراف بالحكومة وهيبة المحكمة عملا بقرار المؤتمر السابقة وامتنوعا 
عن الدفاع عن المتهم .
ولكن المحكمة أدانتهم بمجرد الاتهام وحكمت عليهم بالحبس عامين مع الأشغال الموجهة إليهم وبعد الحكم أصدر محمد على سيف الدين كنشلو منشوراً بتوقيعهما يخاطبان فيه الشعب وينصحانه
بعدم الاهتمام بما حصل ويعدانه بأن الزعماء المعتقلين سيحضرون اجتماع الكونجرس القادم في ديسمبر بمدينة أحمد أباد سواء رضيت الحكومة أم كرهت لاعتقادهما أن الكونجرس سيعلن بصفة رسمية استقلال الهند 
وتأليف حكومة وطنية التى ستقرر الإفراج عنهم ولكن الحكومة لم تأبه لهذا المنشور لأنها كانت واثقة من أن الكونجرس لن يفعل ولما عقد اجتماع الكونجرس ديسمبر سنة 1920حضر غاندي وقال :
بما أن الزعماء يعتقلون ولا سبيل للمداولة معهم في منهاج أعمال المؤتمر فاقترح عليكم تعيينى رئيسا للمؤتمر وتخويلى السلطة المطلقة لتنفيذ 
ما أراه صالحاً من الاجراءات . 
فوافقته اللجنة على ذلك دون أن تتنبه إلى ما كان يغمره هو من المقاصد التى قد لا تنفق مع خطة المؤتمر وتقرر فيها أيضا إسناد رئاسة مؤتمر الخلافة إلى أجمل خان ومؤتمر مسلم ليك إلى حسرت مهاتى . 
وقبل اجتماع مؤتمر الخلافة قال غاندى للحكيم أجمل خان 
إن إعلان الاستقلال في الظروف الواهنة غير مناسب .
وما زال به حتى أقنعه بالعدول عن إعلان ذلك مع أن الزعماء المسيحيون كانوا ينتظرون بفارغ الصبر 
وكانت الحكومة تتوقع صدوره من أحزاب المسلمين بقلق شديد وما عساها تصنع لو تخلف غاندي عن الوفاء لها بوعده .
وفي أغسطس 1921 اجتمع الكونجرس تحت رئاسة غاندى في أحمد أباد فأعلن أن الوقت الذى يصر فيه المؤتمر باستقلال الهند لم يحن بعد فهاج الأعضاء وماجوا .
وعقب انتهاء جلسات المؤتمر انعقد مؤتمر الخلافة وتهيب الحكيم أجمل خان أن يثير عاصفة من قبل المسلمين فأمسك عن إعلان الاستقلال .
أما حسرت مهاتى فقد أعلن في مؤتمر مسلم ليك أن الهند تريد أن تعرب بواسطتهم عن إراداتهم في الاستقلال فعلى الهنود أن يشعروا اليوم بأنهم مستقلون وألا يعترفوا بقوانين الحكومة الملغاة 
فأمرت الحكومة بالقبض عليه وحكم عليه بالسجن عشر سنين مع الأشغال وأجمعت الصحف الهندية على نقده ووصفه بالشدة وخفضت العقوبة إلى سنتين . 
وعقب ظهور هذا الفشل الكبير في سياسة البلاد اعترت المسلمين شكوك في تصرفات غاندى واستيقنوا أن زعماء الهنادكة متفقون على 
ذلك فدب الانشقاق بين الطرفين :
هذا هو النص الذى أورده العلامة الزعيم عبد العزيز الثعالبى عن دور المسلمين في الحركة الوطنية الهندية وكيف قضى عليه غاندى بالتآمر مع النفوذ البريطاني فانهار مخطط الاستقلال . 
وفي خلال سجن زعماء الحركة المسلمين تسلم غاندى الحركة وحولها إلى وجهة أخرى مخالفة مما دعا المسلمين
من بعد إلى المطالبة بكيان خاص لهم .
هذا هو غاندي في حقيقته التى لم تعرف في بلادنا وفي المشرق والتى أخفيت عنا تماماً خلال تلك الفترة التى كان المصريون بتوجيه من السياسة البريطانية يعجبون بغاندي ويدعون بدعوته إلى الاستسلام النفوذ الأجنبي 
وقبول ما يعرض وعدم العنف .
وهذه هي الفلسفة التى استقاها غاندي من تولستوي وذاعت كثيراً في بلاد المسلمين معارضة لمفهوم الإسلام الصحيح من الجهاد المقدس في سبيل استخلاص الحقوق المغتصبة أبان الحركة الوطنية المصرية 
حيث كانوا يجدون في غاندي وأخباره ما يؤيد النفوذ الأجنبي ويدفع الوطنيين المصريين ناحية التفاهم مع الاستعمار البريطاني .
ولذلك فإن هذه الصفحات التى ينشرها بعض الكتاب لرسم صورة مزخرفة لغاندى يجب أن لا تخدعنا كثيراً فإنه رجل هندوسي متعصب لهندوسيته كاره للمسلمين .
وقد كان هو وتلميذه نهرو أشد عنفاً وقسوة في معاملة مسلمى الهند وقد كانت أنديرا غاندى ابنة نهرو أبان حكمها قد حكمت على المسلمين 
في بعض المناطق بتعقيمهم عن طريق العمليات الجراحية عملا على الحد من تعداد المسلمين في الهند .
فيجب علينا أن نعرف الحقائق ولا تخدعنا الأوهام الكاذبة والصور البراقة التى يراد بها تغطية حقيقة وجريمة كبرى هي أن غاندي في الحقيقة سرق الحركة الوطنية من الزعماء المسلمين وتآمر عليهم 
مع الحركة البريطانية وأدخل أمثال محمد على وشوكت على وأبو الكلام آزاد وهم من أقطاب المسلمين أدخلهم السجون وسحب الحركة الوطنية بالتآمر من أيديهم وحال دون قيام حكومة هندية حرة يكون المسلمون فيها سادة .
وذلك للعمل لخدمة الاستعمار البريطاني وتسليم الهند إليه لتحويل المسلمين إلى أقلية فيها مما دعا المسلمين إلى العمل على قيام باكستان والتحرير من نفوذ غاندي والهندوكية والاستعمار البريطاني 
مصدر كتاب رجال اختـلف فيـهم الـرأي 
د. أنور الجندي رحمه الله تعالى . 
  

السبت، 8 نوفمبر 2014

الهند. مأساة نخبة كانت تحكم

الهند. مأساة نخبة كانت تحكم
أ . ميادة العفيفى 
سيطر المسلمون على معظم أجزاء القارة ودخل الملايين من الهندوس إلى الإسلام إلى أن تحولوا إلى أقلية مسلمة ضخمة وحاكمة ضمت نحو ثلث سكان شبه القارة 
قبيل استقلالها عن بريطانيا عام 1947. 
كان اعتناق أعداد هائلة من الهندوس للإسلام سببا فى شعور النخبة الهندوسية بالكثير من المرارة والإحباط خاصة أن الهندوس رفضوا الدخول إلى المسيحية بأعداد كبيرة رغم كل الجهود التبشيرية التى قامت بها الكنيسة الأوروبية بدعم من الاحتلال البريطاني.
وظل المسيحيون أقلية ضئيلة فى الهند تقابلها الأقلية السيخية التى انشقت عن الهندوسية وشكلت ديانة خاصة جمعت بين الأسس الهندوسية والتعاليم الإسلامية
وظلت فى صراع مع الإسلام ظنا منها أنها الأكثر قدرة على جذب الهندوس إلى ديانتها.
لكن الصراع الأكثر حدة ودموية ظل بين الهندوس والمسلمين بوصفهما اكبر طائفتين فى الهند وقد تبلور هذا الصراع خلال العقود الماضية حول مسألتى إقليم كشمير الذى لم يحسم حتى الآن أمر انضمامه إلى الهند أو باكستان 
على الرغم من أغلبيته المسلمة وقت تقسيم البلدين عام 1947وتدمير مسجد بابرى الذى كان الهندوس قد هاجموه أكثر من مره كان آخرها عام 1992 بحجة أن المسجد الذى يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر قد بنى على موقع ولادة الإله رام الهندوسي.
وكان تدمير المسجد قد أدى الى انفجار أسوأ موجة عنف طائفى ضد المسلمين حصدت نحو ألفى قتيل.
وما زالت القضية التى أرست جذورا جديدة للعنف الطائفى فى الهند تنظر أمام المحاكم لفصل الدعوى بين المسلمين والهندوس مع عدة قرارات بتقسيم الموقع بين الطائفتين 
وهى قرارات لم ترض أيا منهما.
كان تقرير لجنة سجار الذى نشرته الحكومة الهندية عام 2006 قد أشار إلى التهميش الحاد الذى يعانى منه المسلمون خاصة مع نقص حاد فى تمثيلهم فى مختلف الإدارات الحكومية والمجتمع 
فعلى سبيل المثال كشف التقرير انه فى ولاية غرب البنغال، حيث يشكل المسلمون 27% من السكان لا يشغلون سوى 3% فقط من الوظائف الحكومية
وكان التقرير الذى اتهم بتحيزه للمسلمين قد توقع تزايد حدة الصراع بين المسلمين والهندوس والمزيد من التدهور لحال مسلمى الهند فى ظل تشدد الحركات الهندوسية القومية 
وحزب المؤتمر الذى تزعمه غاندى من قبل وحرمانهم من المشاركة فى المعجزة الهندية. 
وبعيدا عن التمييز الرسمى للحكومة الهندية العلمانية ضد المسلمين 
فان موجات العداء الشديد تجاه المسلمين كانت قد تصاعدت بقوة خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضى
وتزامنت مع دخول أعداد كبيرة ممن يعتبرون من المنبوذين إلى الإسلام ثم كانت موجة حادة تزامنت مع انفصال باكستان عن الهند عام 1947وكان الهدف منها إجبار المسلمين على الرحيل إلى باكستان حتى تبقى الهند للهندوس الذين نظروا دائما إلى المسلمين الهنود باعتبارهم غزاة وخائنين 
ومشكوكا فى ولائهم للهند.
واعتبر عام 1947 بداية مذابح وحشية تعرض لها المسلمون على يد الهندوس وبلغت ذروتها فيما أطلق عليه مذابح احمد أباد عام 1969 ثم كانت موجة ثانية خلال النصف الأول من التسعينيات تبلورت فى تدمير مسجد بابرى عام 1992 ومسجد شرار شريف عام 1995 واستمرت تلك الأعمال بدرجات متفاوتة حتى يومنا هذا 
وكان من أبرزها ما حدث عام 2002 الذى شهد ما عرف بمجزرة ولاية جوجارات حيث تعرض المسلمون لمذابح على يد عصابات هندوسية أسفرت عن مقتل نحو 2500 مسلم واغتصاب 400 سيدة وتدمير 270 مسجدا 
فى واحدة من أبشع مجازر الإبادة فى الهند تجددت موجات العنف الطائفى ضد المسلمين منذ أيام مع اشتعال الاشتباكات العرقية على يد القبائل البوذية والهندوسية فى ولاية آسام شمال شرقى البلاد 
حيث أحرقت نحو 50 قرية واجبر عشرات الآلاف على ترك منازلهم كانت مجازر قد اشتعلت من قبل فى آسام عام 1984 راح ضحيتها آلاف المسلمين الذين يمثلون 30% تقريبا من عدد سكان الولاية. 
وعلى الرغم من قرارات إعادة بناء المساجد التى دمرت خلال موجات العنف الطائفى لم يتم على المستوى الرسمى سوى إعادة بناء اقل من 10% من المساجد المدمرة بل وعدم تقديم التعويضات التى أقرتها الحكومة لصالح المعتدى عليهم 
وترجع تقارير المراكز الحقوقية السبب إلى انحياز الشرطة للهندوس وتجاوزها عن تنفيذ الأحكام ضدهم وتغاضيها عن اغتصابهم لممتلكات المسلمين 
ناهيك عن بعض التقارير حول الضغوط التى يمارسها رجال الشرطة الهندوس فى مدن بها أغلبية مسلمة 
مثل احمد أباد لإجبار المسلمين على الخروج عن دينهم وتحولهم إلى الهندوسية مع انتشار موجات من الاعتقالات التعسفية ضد المسلمين
بحجة مكافحة الإرهاب خاصة فى جوجارات التى يشكل المسلمون 10% من سكانها البالغ عددهم 50 مليونا.